في ناحية من نواحي مملكتنا الغالية، وعلى بُعد 160 كم جنوب العاصمة الرياض، تقع محافظة الحريق التابعة لمنطقة الرياض. المحافظة العريقة والمعروفة، والتي كانت ـ وما تزال ـ محل تقدير قادة مملكتنا الحبيبة منذ عهد جلالة الملك المؤسس رحمه الله، وحتى أبناؤه البررة الذين ما فتؤوا يولون هذه المحافظة وما يتبعها من قرى ومراكز عنايتهم المشهودة. وهناك بالقرب من محافظة الحريق تقع إحدى أبرز القرى والمراكز التابعة لها، وهي قرية (المفيجر). القرية النابضة بالجمال والأصالة والوداعة.. السخية في عطائها وكرم وطيبة أهلها، والمتفردة بموقعها وغنى أرضها. القرية التي وإن سميت بهذا الاسم لتفجرها بالعيون والمياه العذبة كما تذكر الرواية قديماً، فهي إلى اليوم ما تزال تتفجر بالخير والعطاء، ويجد فيها الزائر مستراحه وأنسه وبسطته. ومن هنا، انطلقت فكرة تأسيس مشروع يكون امتداداً لرحلة الخير والعطاء التي تنعم بها هذه القرية المباركة، ويستثمر ما فيها من خيرات وإمكانات، فجاء مشروع سوق المفيجر على يد أحد أبنائها متوجاً لهذه الرحلة الخيرة، وفخراً ليس لأهلها فحسب، وإنما للمنطقة وللوطن عامة. إنه مشروع سوق المفيجر الواعد بكل الخير والعطاء بإذن الله.

المفيجر هذه القرية التاريخية التي لها تراث عريق تضمها جبال شاهقة تمثل الصلابة والقوة والقيم الراسخة لأفراد هذا المجتمع ومن أبرزها جبال طويق الشامخة التي استشهد بها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان كوصف لهمة السعوديين الراسخة مثال هذا الجبل العظيم.

قرية المفيجر صغيرة في حجمها كبيرة في أثرها التاريخي وجميلة في أجوائها وفواكهها المتعدة التي تستخرجها من أرضها الخصبة، ومن هذا المنطلق لم تغب في أي لحظة عن أنظار أبنائها النابهين، الذين لم يبخلوا بالغالي والنفيس من أجل تطوير قريتهم وخاصة آل شريف الحسين مؤسسي هذه القرية قبل أكثر من قرنين من الزمان بعد استيطانهم بها قادمين من المدينة المنورة، وكان نتاج جني ثمار هذا التاريخ العريق هو إقامة مشروع )قرية المفيجر النموذجية( التي تتيح لزوارها الوقوف عن قرب على تراث ومنتجات هذه القرية الطيبة، واستعراض التراث الذي يتوارثه أبنائها في مجالات عدة.

يمثل سوق المفيجر متحفاً كبيراً ومتكاملاً تعطي تجربة فريدة وجولة في عبق الماضي العريق في رحلة مميزة عبر التاريخ الجميل وتفاصيل حياة الأولين في المعيشة اليومية داخل القرية وخيارات التسويق لكل ما هو أرث قديم يتنوع ما بين المنازل القديمة بأثاثها الجميلة والمناظر الطبيعية الخلابة المتنوعة، مما يؤهلها أن تكون على قائمة خريطة السياحة العالمية، وتسجيلها من قبل منظمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي في فروع التراث الثقافي، حيث تتميز القرية أيضاً بمحافظة أهلها على تراثهم التاريخي القديم في مختلف عاداتهم وتقاليدهم والتي تورثها لمختلف الأجيال، إضافة إلى إعتماد القرية على الطاقة البديلة والمستدامة حفاظا على البيئة وتماشيا مع التوجه الحكومي في ظل توجهات الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ومبادرات سمو ولي العهد التي من شأنها تنويع مصادر الدخل وتحسين مستوى الحياة للمواطن السعودي والرياض الخضراء والشرق الأوسط الأخضر التي تهدف على المحافظة على البئية وإستخدام الطاقة البديلة والمواد المستدامة.

وهذا يتفق مع الوضع الراهن والحراك الثقافي الكبير الذي تعيشه المملكة في العصر الحاضر كأفضل عصورها من حيث الاهتمام بالنشاط السياحي، وعلى وجه الخصوص النشاط الترفيهي وفق رؤية 2030 الذي يمثل أحد مصادر الدخل الثمانية لتنمية الدخل القومي للمملكة حيث تمضي الدولة قُدماً في دعم صناعة الترفيه، بما يحقق رفاهية المجتمع ويعزز الاقتصاد، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الثامنة لمجلس الشورى قائلاً إن «الترفيه يمثل حاجة إنسانية ومتطلباً اجتماعياً، إضافة إلى كونه يعد نشاطاً اقتصادياً مهماً ومصدراً من مصادر الدخل للدولة وللقطاع الخاص، ومحركاً رئيسياً للأنشطة الاقتصادية الأخرى».

ومن هنا تبنى سوق المفيجر هويته الاعتبارية والتي منها تنطلق جميع أنشطتها وتحدد على ضوء ذلك مكانها في خريطة نشاط الترفيه، والسياحة، والطاقة البديلة داخل المملكة وخارجها.

يتميز مشروع سوق المفيجر بتكامل عناصره ومكوناته على نحو لم يشهده مشروع مماثل على أرض المملكة. ويتمثل ذلك في الآتي:

أولاً: الطاقة الشمسية: حيث تم تأسيس وحدة متكاملة من الخلايا لإنتاج الطاقة الشمسية، بهدف تزويد كافة مرافق السوق بالطاقة الضوئية والتشغيلية اللازمة.

ثانياً: طاقة البايو غاز: وهي عملية إنتاج الغاز الحيوي من خلال تخمير المخلفات العضوية (مخلفات المواشي) بمعزل عن الهواء. وتستهدف تشغيل أجهزة التدفئة، وأفران محلات المطاعم والمقاهي في المشروع. ثالثاً: طاقة البايو ديزل: وهي عملية إنتاج الوقود من مواد خام من أصل حيواني ونباتي )زيوت الطعام الراجعة والشحوم الحيوانية). وتستهدف تشغيل المولدات والمعدات ومحركات السيارات المختلفة.

* توفير الإسكان المتنوع والملائم لجميع فئات وشرائح الزوار يوفر سوق المفيجر نوعين من النزل والسكن، ليحظى الزائر بإقامة مريحة ورائعة:

1. النزل: مبنى راق مصمم على الطراز الفندقي، متكامل الخدمات والتجهيزات، يضم 44 غرفة. تتوفر به كافة خدمات الراحة والرفاهية والاستجمام، ويحظى بإطلالة مشرفة ورائعة على كافة مرافق السوق. 2. المساكن التراثية: وهي عبارة عن وحدات سكنية مبنية بالطين الخالص، ومستوحاة في نمط بنائها وتجهيزها وتأثيثها من الطراز التراثي القديم.

6- منتجات االسوق من الفواكه والخضروات والألبان والحرف اليدوية التي تنتج محليا من جميع فئات مجتمعات (سوق المفيجر).

يقع سوق المفيجر في قلب القرية، وواجهتها الرئيسية. وهو يستمد تفرد موقعه من تفرد موقع القرية الذي يتميز بقربه من منطقة الرياض، وملاصقته للمحافظة الرئيسية التابعة لها. وكذلك تميزه بسرعة الوصول إليه بفضل الطرق السريعة والميسرة المؤدية إليه. ويقع متوسطاً بين محافظة الحريق ومركز نعام المعروفتين بتاريخهما العريق، وغناهما بالمزارات السياحية والتراثية. كما يتميز بملاصقته لواحد من أهم المعالم السياحية في المملكة، وهي سلاسل جبال طويق المشهورة بتاريخها وشموخها. ولا عجب أن يشبّه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان همة السعوديين العالية بها وهي التي تحتضن القرية، وتحيط بها من جانبيها. كما تتميز القرية بجمال أجوائها، ونظافة بيئتها، وخصوبة أرضها، وبساطة أهلها.. الأمر الذي أهلها لتكون وجهة السائح والمستثمر على حد سواء، ويقصدها عشاق الطبيعة الخلابة، والأجواء الصحية العابقة، والحياة البسيطة في أجمل تفاصيلها.

تحيط بقرية المفيجر سلسلة جبال طويق الشاهقة التي هي أحد أهم المعالم الجغرافية في الجزيرة العربية، وهي قلب إقليم اليمامة التاريخي وإقليم نجد، وتركزت معظم حواضر منطقة نجد تاريخياً حول جبل طويق، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 1200 متراً، وهي عبارة عن هضبة ضيقة من الصخر الجيري ويمتد لما يقارب 800 كلم من صحراء نفود الثويرات في الزلفي شمالًا وحتى مشارف وادي الدواسر والربع الخالي جنوبًا على شكل قوس (أو «طوق» لأنه يطوق ويحيط بمنطقة واسعة) يتجه طرفاه نحو الغرب، وتنحدر السفوح الشرقية لطويق بشكل تدريجي، بخلاف الجانب الغربي الذي ينقطع بشكل مفاجئ، وتنحدر على جانبه الشرقي عدة أودية أشهرها وادي حنيفة الذي تقع على ضفافه مدينة الرياض، كما تشقه بشكل كامل من الغرب إلى الشرق أودية مثل وادي نساح ووادي الأوسط وشعيب لحاء، وتعتبر قرية المفيجر بحق (عروس هذه الجبال).

في سوق المفيجر يمكنك أنتعيش تجربة فريدة من التاريخ (الماضي والحاضر) بنفس النمط الثقافي العريق حيث يتم استخدام أغلب ما كانت تستخدمه السوق في كل جوانب الحياة، وقد تم المحافظة على هذا الإرث العريق حتى الآن، ويعتمد السوق على بعض المواد الأساسية والتي منها:

* المنازل: يعتبر الطين المادة الأساسية في بناء المنازل وترميمها، وسعف النخل له عدد من الاستخدامات منها صناعة أسقف البيوت أو سياج للمزارع.

* الأثاث: يصنع في القرية من الأدوات المتوفرة في الطبيعة فهي متناسقة مع البيئة المحيطة بها، ويعد الأثاث المنزلي المستخدم بأنواعه جميل ومميز، حيث يصنع من المواد الطبيعية مثل النخيل وخشب الأثل (حيث يستخدم في صناعة كراسي وطاولات وخزانات ونوافذ) وسعف النخل والطين والحجر.. ومن أنواعها:

- الموقد: وهو المطبخ ويكون في زاوية منه حوض للحطب وأوتاد لتعليق بعض الأدوات وربما رفوف من الخشب.

- الحصير (المفارش): يتم تصنيعها على شكل مفارش مستطيلة الشكل تفرش على أرضية البيوت والمساجد كما تصنع الحصيرة من سقائف تخاط بعضها إلى بعض ثم يطوى طرف الحصيرة ويخاط بحبل من القصب.

- الأبواب: تكون من خشب الأثل لقوته ومقاومته للظروف المناخية، بعض الأبواب الكبيرة تكون من جذوع النخل بعد تسطيحها وتقطيعها إلى قطع كبيرة ومستطيلة محاطة من الجوانب بخشب أثل لحبكها وتماسكها.

ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية مكّنت برامج تحقيق رؤية السعودية 2030 التحوّل الاقتصادي، الذي أسهم في إحداث تحوّل ثقافي في المملكة العربية السعودية. ومن خلال قطاع الاقتصاد الرقمي وقطاعات جديدة أخرى في المملكة، مثل: قطاع السياحة، وقطاع الألعاب، وقطاع الترفيه، وقطاع الثقافة؛ نعمل على بناء جسور التواصل بين المملكة وشعبها والعالم. (محمد بن سلمان)

--------------------------------------------------------

أصبحت المملكة أكثر انفتاحًا على العالم منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، ورحبت بالزوار من شتى بقاع الأرض، وأسهم إطلاق التأشيرات إلكترونيًا بداية من عام 2019، في جذب ملايين الزوار إلى المملكة، وساعد على استحداث العديد من فرص العمل ودفع عجلة النمو الاقتصادي المحلي. عززت المملكة مكانتها كوجهة سياحية عالمية، عبر تنفيذ مبادرات في مجالات الآثار والثقافة والتعليم والفنون، للحفاظ على تراث المملكة الغني وجمالها الطبيعي، وجذبت الفعاليات الكبيرة مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وسباق السيارات السعودي، الزوار الذين تعرفوا على كرم الضيافة بالمملكة. استثمرت المملكة موقعها الجغرافي المتميز في قلب العالم العربي والإسلامي، وعملت على رفع جودة المرافق والخدمات، ليتمتع المعتمرين والحجاج بتجربة روحانية لا تنسى، ورحبت بالزوار من مختلف دول العالم ليعيشوا تجربة فريدة، ويتعرفوا عن قرب على جمال المملكة الساحر، وتراثها الغني، كوجهة عالمية فريدة. شهدت السياحة في السعودية تطورا كبيرا بفضل الخطط التي تضعها المملكة لتطوير القطاع وبهدف الوصول إلى 100 مليون زائر بحلول عام 2030. وتعمل السعودية في إطار هذه الخطة على تطوير البني التحتية بشكل كامل لقطاع السياحة والترفيه، عبر تحديث المواقع السياحية وتهيئة المناطق التراثية والتاريخية وتطويرها وفق أعلى المعايير العالمية فضلا عن تيسير إجراءات إصدار التأشيرة للزوار.

الرسالة

يعتبر السوق أنمزذج في إنتاج وتوفير وإستخدام الطاقة المتجددة على مستوى المملكة. هذه الطاقة المتجددة ومن مصاردر متعددة يتم إستخدامها في مختلف مرافق السوق سواء من خلال الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، او البيوغاز الذي يتم إنتاجه من خلال تجميع روث الحيوانات لإنتاج غاز صديق للبيئة يستخدم للطبخ وتشغيل المولدات الكهربائية إضافة إلى ذلك يعتمد السوق على تقنية تعتبر الأحدث بالمنطقة وهي إنتاج البيوديزل من زيت الطعام المستخدم في المطاعم لتحوله لمادة طاقة نظيفة لتشغيل المعدات والسيارات.

والذي تم إنشاؤه وفق أعلى المعايير العالمية والذي يتم فيه حلب الماشية (ماعز وبقر وخلفات) من خلال آلات حديثة للمحافظة على نظافة وجودة الحليب الذي يضخ عبر أنابيب للتعبئة والتصنيع في مراحل لاحقة لإنتاج الألبان والجبنة والزبادي وغيرها من المنتجات التي يمكن للزوار السوق شراؤها بأسعار منافسة وطازجة، تصنع أمامهم.

حيث الأرض الخصبة الثرية بفواكهها الطبيعية ومن أشهرها الحمضيات، والنخيل الذي يمثل جزء من الأصالة في الجزيرة العربية حيث تحتوي المزرعة على أكثر من 300 نخلة تنتج أفضل أنواع التمور.

والتي تحتضن أنواع مختلفة من الحيوانات: أبقار وماعز وجمال.

والذي تستضيفه منطقة الحريق ويعتبر من أشهر وأكبر المهرجانات الشعبية في المملكة، حيث يستضيف الآلاف من الزوار يوميا خلال فترة المهرجان.